كيف يكون الامتناع عن الطعام خطراً يهدد صحة الإنسان؟


كتبه أحمد صوليجا

عند الامتناع قطعاً عن تناول الطعام , فإن جسم الانسان لا يحصل على (بروتينات ودهون وكربوهيدرات ), لذلك يبدأ الجسم بهضم المخزون الاحتياطي من السكر( الجلوكوز) والاحماض الدهنية واجسام الكيتون ولكن بعض الانسجة تعمل فقط بالجلوكوز وبخاصة كريات الدم الحمراء و الخلايا العصبية , وفي هذه الحالة تتمركز أنشطة الجسم الداخلية في الحفاظ على مستوى السكر ( الجلوكوز) في الدم.


فمن أين يحصل الجسم على الجلوكوز؟ المخزون الاحتياطي للجلوكوز يتراكم على شكل جليكوجين في الكبد والعضلات والذي يبدأ بالاضمحلال لتشكيل الجلوكوز , ولكن هذا يكفي ليوم أو يومين على الأكثر ! في اليوم الثاني يبدأ الجسم في تأمين الجلوكوز من الأنسجة الأخرى ابتداء من العضلات , وهذه العملية تبدأ بتحليل البروتينات الى أحماض أمينية ومن ثم إلى جلوكوز.


ونتيجة لذلك تصاب العضلات بالضعف وقلة الحجم. وفي نهاية العملية تحلل الجلوكوز من الأحماض الأمينية , وينتج عن ذلك مركبات نيتروجينية وكبريتية يتم التخلص منها على شكل اليوريا عبر البول والعرق والتنفس , الأمر المصاحب لرائحة كريهة من جسم الانسان , وهذا يدل على ابتداء عملية تسمم الجسم. ولذلك يتناول الاسرى المضربون عن الطعام محلولاً من الماء والملح لكي يقيهم من تعفن الجسم ويحافظ على توازن بعض العناصر المهمة في الدم.


في مراحل الجوع , يتم إفراز الأحماض الدهنية في الدم من مستودعاتها , ويتم أكسدتها في الكبد , أما في الأنسجة الأخرى كالعضلات فالتأكسد يتم في الميتوكوندريا , ويتم إدخال الأحماض الدهنية الى الميتوكوندريا بواسطة ( كارنيتين ) , والكارنتين يتم الحصول عليه من الأطعمة , وفي حالة الجوع يضطر الجسم لتوفيره من الأحماض الأمينية ( ليزين – ميتيونين ). وبهذا يعود الجسم مرة أخرى الى العضلات للحصول على البروتينات والنتيجة هي ضعف كبير جداً في العضلات فيضطر المضرب عن الطعام الى ملازمة فراشه استجابة لجسمه في توفير الطاقة و لعدم قدرته على الحركة.

رابط المصدر